لن تتمكن من تنفيذ مشروعك بالاعتماد على قدراتك فقط. وإنما عليك أن تتعاون مع شركات وجهات خارجية أخرى لمساعدتك في بنائه. فالشركاء سيساعدونك في بناء قيمتك المقدمة عن طريق تقديم المواد أو الخدمات. فمهما بلغت قوة شركتك الناشئة، لن تستطيع تقديم ١٠٠٪ من الخدمة بمفردك، وإنما ستحتاج لشركاء يكملونك في تقديم الخدمة. و يمكنوك من الوصول للسوق بشكل أسرع عن طريق خدمات التسويق والوصول الخاصة بهم. 

لنفترض أن منتجك بحاجة للتوصيل للعملاء. الآن لديك الخيار إما بأن تتعامل مع شريك، وسيكون في هذه الحالة شركة توصيل خارجية مثل أرامكس Aramex أو فيدكس Fedex مثلا، أو أن تقوم بشراء سيارات للنقل وتوظيف سائقين ليقوموا بهذه المهمة. كل من هذين الخيارين له إيجابياته وسلبياته. لكن في بداية مشروعك الناشئ قد يكون من الأفضل التوصيل عن طريق شريك، الأمر الذي سيحتاج تكاليف تأسيس قليلة (أو شبه معدومة) والحاجة للدفع فقط عند وجود الطلبية، على العكس من الشحن عن طريق سيارات تشتريها وسائقين توظفهم والذي سيحتاج لتكاليف تأسيس عالية.

إضافة لذلك، قد يكون الشركاء مهمين في تقديم خدمة أكثر جودة. وبذلك بدلا من أن يكون توصيل المنتج تجربة سيئة مع عملائك، فإنه يتحول إلى تجربة إيجابية تدعم جودة منتجك.

من الممكن أيضا للشريك أن يمنحك فرصة دخول سوق جديد. كأن تقوم بعمل شراكة مع مركز بيع كبير لعرض منتجك عنده، أو شراكة مع مول لتحصل على مساحة فيه لتقديم فعالية أو حملة عن منتجك أو خدمتك. 

هناك أمثلة كثيرة عن هذه الشراكات، فمثلا، عندما تفتح تطبيق خرائط جوجل Google Maps و تكتب عنوان وجهتك، يظهر لك  التطبيق الطريق والوقت المستغرق للوصول باستعمال بالسيارة أوسيرا أو باستعمال المواصلات العامة، يالإضافة لخيار استعمال  أوبر و مبلغ الرحلة !

هذه شراكة بين أوبر وخرائط جوجل لسيتفيد منها الطرفين. وستجد شراكات أخرى على خرائط جوجل مع مواقع حجز الفنادق التي تظهر لك كم هو سعر الحجز لليلة الواحدة. هناك أيضا بعض الفعاليات التي ترغب في زيادة عدد الزوار فتقوم بعقد شراكات مع أوبر بهدف توصيل الزوار مجانا من وإلى تلك الفعالية.

عليك دوما بالتفكير في الشركاء الذين سيسهلون عليك بناء وتطوير مشروعك الريادي. سيساعدك الشركاء في الخانات المختلفة الأخرى من نموذج العمل. مثل بناء القيمة المقدمة إما بتوفير المواد الخام مثلا، أو بتقديم جزء من الخدمة المكملة لك، كأن يتألف الحل الذي تقدمه من تشكيلة لعدد من الخدمات المختلفة.

من الممكن أن يدعمك الشريك في قنوات التوصيل كأن يوصل المنتج لك (كما ذكرنا سابقا)، أو يوفر الخدمة التقنية لتقديم خدمتك مثل موقع جملا لبناء موقع، أو موقع أكادوكس أو كلاسيرا لتوفير فصول دراسية، أو موقع زد لإنشاء متجر إلكتروني للبيع e-commerce .

قد يساعدك الشريك أيضا في بناء العلاقة مع العملاء من خلال الحصول والحفاظ عليهم وتنميتهم Get, Keep, Grow . كإبرام  شراكة مع مواقع أخرى لتحويل العملاء إلى موقعك، أو استخدام مواقع تساعدك في تحسين خدمة العملاء للحفاظ عليهم، أو استخدام مواقع تساعدك في بناء نظام دعوة للأصدقاء referring system بربط الدعوات بمكافآت معينة مثلا.

عندما تفكر بهذه العلاقة،  اعرف أنها علاقة منفعة مشتركة.  بحيث تقدم صيغة للتعاون يستفيد منها الطرفين. فهي ليست منفعة أحادية الطرف. فعندما ترغب ببناء شراكة وتتواصل مع الشركة، عليك أن تقدم عرضا يفوز فيه الجميع win-win offering ، وبذلك فكر جيدا في الطريقة التي ستفيد الشريك، تماما كما ستفكر بالطريقة التي ستفيد مشروعك الناشئ .

لتبدأ بتحديد الشراكات عليك أن تسأل نفسك:

  • أي من محاور نموذج عملك تود تطويره وترغب ببناء شراكة تدعم أداء مشروعك فيه (هل هو القيمة المقدمة، قنوات التوصيل أو العلاقة مع العملاء)؟
  • ماهي الشراكات التي ستفيدك في هذا المجال؟
  • ماهي الشركات المقترحة التي بإمكانك التعاون معها؟ ماهي أسماؤها وعناوين التواصل معها؟
  • ماذا ستستفيد أنت من الشراكة، وما الذي ستستفيده الشركة الأخرى منها؟

الآن، ابدأ بالتواصل مع الشركاء إلى أن تصل إلى الشريك الأنسب. وبعد البدء بالشراكة عليك أن تقيس حجم الاستفادة منها لتدرس متابعتها، تعديلها أو تغييرها.