فكرة ريادة الأعمال، أو أن تكون فعلاً أحد روَّاد الأعمال هو شيء جميل جداً وعظيم، ونتمنى أن نستفاد من تجربتك وخبرتك ونتعلم منك.

لكن ما نعاني منه الآن، هو نقل المعرفة النظرية بـ دورات تدريبية هدفها ربحي أكثر من مضمونها التعليمي، بدون معرفة تامة لمعنى ريادة الأعمال، أو وجود تجربة عملية تنقل للجمهور المستمع، توضِّح صعوبات البدء بتأسيس مشروع ريادي، وتعلِّم منطق التفاوض مع الموردين والمستثمرين ، وتمنح معرفة عميقة عن كيفية إدارة التكاليف وإعداد دراسات الجدوى المالية والتسويقية وبذلك تكون كمن يعلمنا السباحة بطريقة نظرية وعند أوَّل تجربة عملية لنا سنغرق ...ليس كل من قرأ كتاب عن الريادة أصبح خبيراً ويؤخذ بمشورته ويصبح محاضراً...

ضعف الثقافة في هذا المجال أو تداول ثقافة نظرية خاطئة أدَّت إلى اعتبار بعض الأشخاص أنفسهم رياديي أعمال لمجرَّد أنَّهم قاموا بفتح سوبر ماركت مثلاً..

السؤال الآن متى يعتبر شخص رائد أعمال فعلاً؟؟

الجواب:

إذا عدنا إلى اللغة العربية لنبحث عن معنى "ريادي" سنجد أن معناها هو أوَّل من ينطلق في مشروع ما، ويُمهد الطريق أمام الآخرين بهذه الانطلاقة.

أي أنك تعتبر رائد أعمال عندما تمتلك فكرة خلاّقة، أو تكون السبّاق إلى تخطيط مشروع يقوم على أفكار "مُبتكرة وجديدة"، ثم تنفيذه بمخاطرة عالية، مع ضمان نجاح المشروع.

الخلاصة ليس بالضرورة أن يكونَ كلُ رجلِ أعمال رياديّاً؛ فرجل الأعمال يُحقق الربح، لكنّ الريادي هو من يسعى للابتكار، والتطوير، والمخاطرة، إضافةً إلى الربح.

القليل من النظري، والكثير من العملي والتجارب سيعطي الأثر الطيِّب للريادة في مجتمعاتنا.