يعتبر فريق العمل اليوم من العوامل الأساسية التي تساعد رواد الأعمال لتحقيق أهدافهم بطريقة عملية وأكثر احترافية، ويمكننا القول أن فريق العمل هو العامل الأساسي لنجاح أية فكرة تدخل حيز التنفيذ فهي تعتمد على إبداع أعضاء الفريق وقدرتهم على توليد الكثير من الأفكار لإحاطة الأمور من كل جوانبها ولكن في بعض الأحيان لا يتوفر لدينا المعلومات الكافية لبناء فريق عمل ناجح يحقق ما نسعى إليه، وهذا ما سوف نعرفه اليوم من خلال هذا المقال.
ما الذي يلزم لتكوين فريق عمل ناجح؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، فلا بد من الإجابة على السؤال التالي:
هل نقوم بالمشروع الريادي بشكل منفرد؟ أو هل نبحث عن شريك أو شركاء مؤسسين؟
وحيث أنه لا إجابة صحيحة لهذه المعضلة بشكل مطلق، فإنه من المؤكد أن إضافة شريك بمواصفات صحيحة ستكون إضافة مهمة للمشروع الريادي.
يجب النظر إلى موضوع الشريك المؤسس دائماً من ناحية تكميلية، على الشركاء أن يتكاملوا فيما بينهم لتحقيق النجاح المطلوب.
أساسيات اختيار الشريك في فريق العمل
- تقييم جوانب العمل المختلفة والنظر إلى فجوات العمل الموجودة الواجب إغلاقها، هل هي قطاع كامل (تسويق - مالية) أو هي على مستوى عملية من العمليات، يجب دوماً الحرص على جلب الشريك ذو الخبرة المناسبة وتحقيق عملية التعلم المتبادل ما بين الشركاء.
- من الجيد البحث عن الشريك المناسب ضمن دائرة العلاقات الشخصية أو المهنية وبذلك تكون مواضيع أساسية مثل المعرفة والأخلاق والاحترام والثقة المتبادلة مؤسسة بالأصل. إن إمكانية الوصول إلى الأشخاص القياديين في مجالات الصناعة أو المؤثرين هي عامل مهم ومساعد على النجاح وعليه فإن اختيار شريك لديه مثل النوع من العلاقات سيكون دائماً إضافة ممتازة.
- يجب الحرص دائماً على مشاركة الأفكار مع الشركاء وفتح قنوات الاتصال بشكل فعال دائماً وذلك لحل أي خلافات أو إشكاليات فور حدوثها، كذلك على الشركاء أن يكونوا على نفس السوية من الاهتمام والشغف بالمشروع.
بعد قرار اتخاذ شريك وبالعودة للسؤال الرئيسي، ما الذي يلزم لتكوين فريق عمل ناجح؟
فريق العمل هم الأعضاء العاملون في المشروع، صاحب المشروع أو الفكرة والشركاء المؤسسين والموظفين.
وهنا لا بد لنا أن ندرك أن ريادة الأعمال في الشركات الناشئة بين الطموح والواقع تختلف في بعض الأحيان بتكوين فريق العمل.
أهم الجوانب لتكوين فريق عمل ناجح:
- الجميع يجذف ويتحرك بنفس الاتجاه، على الفريق أن ينظر للأمر وكأنهم جميعاً في مركب واحد وليس وكأنهم كل في مركبه الخاص.
- الهدف هو النجاح/ الربح: لكل من أعضاء الفريق دور ومهام مختلفة ولكن الجميع يعمل للنجاح ومصلحة الفريق، إذا تعاون الفريق وفق هذه الروح المشتركة فإن هذا يعظم من فرص النجاح، ولكن في حال عدم وجود مسار أو هدف محدد وآليات تقييم على الطريق فإن ذلك سيؤدي إلى المزيد من الإخطاء والتعثرات.
- القيادة: مسؤولة عن تحريك الدفة وتوجيه الفريق وخلق الشغف وتحفيز الفريق.
ما هي أهم المعايير التي يجب الإنتباه لها عند تكوين فريق العمل:
- الخبرة: تعتبر الخبرة في كثير من الأحيان ولو بشكل مغلوط عاملاً حاسماً عند اختيار موظفين أو شركاء، إلا أن النظر إلى الخبرة العملية للشخص بشكل مستقل وكمعيار وحيد للتقييم ليس مقاربة صحيحة في كثير من الأحيان وخصوصاً فيما إذا كان المشروع ريادياً، وهذا ليس انتقاصاً من أهمية هذا المعيار بل لعله الأهم، ولكن للتأكيد على عدم الاعتماد عليه بشكل منفرد.
- الشغف: من العوامل المهمة عند تقييم أي مرشح لأي وظيفة، تركيب مناسب من الخبرة والشغف سيوفر شريك أو موظف مثالي، امتلاك القدر الكافي من الشغف والرؤية في مجال العمل سيعوض إلى حد كبير من الخبرة المطلوبة (خصوصاً في حال وجود فريق متكامل).
- التوافق وروح الفريق: من الأفضل بشكل مطلق أن يكون لديك فريق متوسط الخبرة والإمكانات الفنية ولكن متناغم من توفر فريق لديه إمكانات وخبرات عالية ولكن يعوزه التناغم، العمل بروح واحدة وتناغم وتكامل مع باقي الأغضاء سيحل الكثير من المشاكل الفنية، ولكن توفر المقومات الفنية دون وجود بيئة تشجع على توظيفها بشكل مناسب سوف لن يفيد بشيء.
- الإحساس بالمسؤولية والأمانة والمصداقية: كما أشرنا سابقاً، الفريق بالكامل في مركب واحد.
- تحمل الضغط: كما يقال، عالم الإعمال ليس عالماً وردياً، كما أنه ليس وحشياً، القدرة على تحمل الضغط والثقة بالنفس من العوامل المهمة للنجاح، وحيث أننا نتحدث عن فريق عمل فالجانب الإيجابي أن هذا الضغط سيتوزع على الجميع، والثقة ستتولد من روح الفريق، وجود خلل في توزيع المسؤوليات وضغوط العمل هو دليل على عدم فاعلية في بناء وإدارة الفريق.
أهم أنماط الأشخاص الواجب توفرهم في فريق العمل:
- المبتكر/العبقري: صاحب الأفكار العبقرية، وصاحب الحلول المبتكرة، يحتاجه كل فريق، وغالباً أفكاره وطلباته تشكل تحدي لباقي أفراد الفريق يدفعهم لإنتاج أفضل ما لديهم.
- مؤدي الأعمال/ المنجز: مشابه لنمط شخصية المبتكر، غالباً لا يهدأ أبداً وهو معني بتأمين كامل الاحتياجات والذي يضمن أن أمور العمل تسيير بشكل جيد، يتابع العديد من الأمور التي لو لم يتابعها لأغفلها الجميع وأدت إلى تعطل المشروع.
- القيادي: في عالم الأعمال القرارات الصعبة والحاسمة يجب أن تؤخذ، ويجب أن يكون من ضمن الفريق من يستطيع أخذ هذه القرارات ويستطيع كذلك التوجيه خلال الخلافات والنزاعات.
- خبير الصناعة: من المهم حتى في المشاريع الريادية توفر شخص لديه الخبرة والمعرفة الكافية بالمجال أو على الأقل ضمن الصناعة نفسها، لا حاجة لفريق العمل لاختراع العجلة من جديد في كل مرة يتم مواجهة تحدي عملي أو مطب تنظيمي، خبير الصناعة يعرف كيف يتم التعامل مع هذه الأمور.
- المميزون في قطاعاتهم: سواء مبيعات أو مالية أو قانونية، فكل مشروع نواة من العمليات التي يطلب أداءها وجود شخص متميز لضمان استمرارية العمل واستمرار تدفق المواد المالية.
آلية تصميم فريق العمل:
بعد أخذ قرار أننا بحاجة لشركاء مؤسسين وفريق عمل وبعد إلمامنا بمعايير الاختيار وأنماط الأشخاص الواجب ضمهم لفريق العمل لدينا يجب علينا الحديث عن آلية تصميم هذا الفريق.
المقاربة التي نفضلها هي البدء بتوصيف المشروع، من هذا التوصيف سيتكون لدينا تصور عن هيكل مبدئي لازم للقيام بأهم الأعمال (مثلاً: إنتاج، مبيعات، مشتريات، مالية، تسويق ...)، بعد وضع الهيكل يجب البدء بتوصيف أهداف كل إدارة وبالتالي المهام المطلوبة منها وفي هذه المرحلة سيكون من الواضح لدينا الشواغر المتاحة بالمشروع، والمواصفات اللازمة لكل شاغر وذلك بحسب التوصيف الخاص به.
من المهم التوازن عند بناء الفريق، تحميل شاغر معين العديد من المهام والمسؤوليات الغير مؤهل لها أو وقته لا يسمح لها أو تتعارض مع مهام أخرى سيؤدي إلى خلل وربما انهيار للفريق، وبنفس الوقت تفريغ الأعضاء لأداء مهام بسيطة تفصيلية تحت مسمى التخصص سوف يخلق شعور بعدم العدالة وسيؤدي إلى نمو حالة من الكسل وعدم المسؤولية لدى الفريق هذا بالإضافة إلى هدر المواد المالية وعدم الاستفادة منها بالشكل الأمثل.
لا يوجد أي إشكال من قيام أي عضو من الفريق بالقيام بمهمة واحدة أو أكثر، شريطة إمكانية ذلك دون وجود أي إشكال يؤثر على المهام الأصلية للعضو وشريطة ألا تتعارض هذه المهام مع بعضها البعض. في كثير من الأحيان يتقاسم صاحب المشروع والشريك المؤسس الإشراف على مختلف الأنشطة بأنفسهم ولا مانع من ذلك طالما أن حجم المشروع وحجم العمل يسمح بذلك، بالعكس يوصى بذلك لما فيه من إدارة رشيدة لمواطن هدر مالية على توزيعات ورواتب قد لا يتطلبها المشروع في المرحلة الحالية.
في النهاية
لا يوجد وصفة سحرية لكل المشاريع، حيث العديد من المتغيرات الذاتية الخاصة بطبيعة المشروع والخارجية الخاصة بموقع المشروع وبيئة الأعمال وظروف المنافسة تلعب دور حاسم تجاه نجاح فريق العمل أو فشله، إلا أن المحددات المذكورة ترسم ملامح عامة حول فريق العمل ونصائح عامة لاختيار هذا الفريق، ومن المهم جداً أن نذكر أن نجاح المشروع الريادي ورضا العميل يعتمد لدرجة كبيرة على مجهود فريق العمل.
شاركوا معنا في التعليقات ماهي تجربتكم في تكوين فرق العمل، وما هي العوامل المهمة في رأيكم لنجاح فريق العمل.
بعض المراجع:
https://www.inc.com/martin-zwilling/7-steps-to-building-the-team-you-need-to-start-you.html
https://e3rf.net/teamwork-and-entrepreneurship/
https://www.entrepreneur.com/article/290811
https://fi.co/insight/how-to-build-an-all-star-startup-team
https://hbr.org/2019/03/what-makes-a-successful-startup-team
المستوى الأول
20:09:57
شكراً جزيلا على المعلومات المفيدة
المستوى الأول
11:06:38
شكراً جزيلا على المعلومات المفيدة
المستوى الثاني
12:03:05
شكرا جزيلا على الموضوع
المستوى الثاني
00:12:58
شكرا على المقالة المفيدة . اصبح اليوم من المهم ان تكون فريق عمل ناجح في خضم الثورة الاليكترونية و التوسع في عمليات التسويق و الترويج بحيث اصبح من الصعب ان تنجح في مشروع معين اذا لم يكن لديك فريق داعم .
المستوى الثاني
20:09:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المستوى الثاني
15:10:05
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
المستوى الثاني
09:09:42
يعتبر فريق العمل من اهم الركائز الذي يقوم المشروع به ، ومن دون فريق عمل ذو كفائة عالية ومنسجم حتما سيفشل المشروع . مقال رائع جدا استفدت منه كثيرا سلمت يداك .
المستوى الثاني
15:10:06
اهلا و سهلا .. سعيد بمرورك
المستوى الثاني
07:06:58
موضوع يستحق الاهتمام
المستوى الثاني
21:04:18
مشكور على المقال، في بعض الأحيان تجد الشغف بفكرة المشروع من طرف أصدقاءك الذين يؤمنون بك و بالمشروع و يعتبرون انفسهم جزءا منه و هذا شيء رائع و لكنهم يفتقرون للمهارات التقنية أو التسويقية لتقديم قيمة مضافة في الفريق فمالعمل؟
المستوى الثاني
16:07:44
أهلا و سهلا ... العمل هو الالتزام بالمعايير التي تجدها مناسبة لتكوين فريق عملك و بما ينسجم مع مصلحة المشروع ، المقياس هو مدى الملائمة لنجاح المشروع ، و ليس حجم محبتنا أو إيماننا بالمشروع ، و لكن أوصي بالتعامل بدبلوماسية و احترافية مع الأصدقاء ، المهارات التقنية و التسويقية مثلاً مهارات يمكن اكتسابها و تعلمها فيمكن لك نصحهم بتطوير أنفسهم بمجال معين و توضيح أسباب تأجيل قبولك لهم بفريق العمل لحين استكمال هذه المهارات و هكذا ...
المستوى الثاني
21:04:30
مفيد جدا شكرا علي المعلومات
المستوى الثاني
12:04:42
أهلا و سهلا ...
المستوى الثاني
06:04:39
يعطيك العافية على الموضوع
المستوى الثاني
12:04:42
الله يعافيك ...
المستوى الثاني
02:04:56
شكرا جزيلا على الموضوع تحياتي
المستوى الثاني
12:04:43
أهلا و سهلاً ...
لإضافة تعليق
يرجى تسجيل الدخول أو التسجيل !
الأكثر تفاعلاً مع المقالات