يقدم كتاب الأسلوب اللين لتشغيل المشاريع الناشئة Running Lean في صفحاته تقديمًا وشرحًا تفصيليًا وعمليًا للأسلوب السهل في بناء الشركات الريادية، ضمن خطوات محددة ومضبوطة، في وقت بات به بناء الشركات الريادية أمرًا ذو أهمية كبرى لاختلافها من حيث البناء والإنشاء والتطور مع الشركات الاعتيادية.
ويقدم أدوات فعالة لتكرس فكرة أن التعلم المستمر والعمل المتواصل يمكنه أنه يحقق عملًا رياديًا ناجحًا، ومن خلال هذا التقديم والخطوات فإنه يتوجه إلى أصحاب الفكر الريادي من الشباب في مختلف المجالات و الى أصحاب النظرة الإبداعية والذين يسعون لإنشاء مشروعهم الريادي، و قُدّم الكتاب بشكل جميل لشرح القدرة العملية على تشكيل النماذج المختلفة للاعمال الريادية والمعرفة مؤشرات الملاءمة في السوق للمنتج ومدى قدرته على الاستمرار.
1- بفهمك للمشكلة ودورة حياة المنتج ستتمكن من جعل منتجكَ قابل للاستمرار والنمو
إنه لمن الجيد أن يكونَ لديكَ خريطة واضحة للطريق الذي ستسلكه لتحويل أفكاركَ إلى واقع ومشاهد حية، وللعمل على تفعيل مشروعكَ الناشئ سنعمد إلى وضع الخطوط الرئيسة ليكون العمل ممنهج بشكل سليم، فنعمل على تحويل الفكرة إلى خطة مكتوبة ونقوم بالتركيز على معرفة النقاط الحرجة في الخطة ومن ثم يكون الاختبار الفعال لكلا النقطتين السابقتين.
فعند البدء بتوثيق الفكرة وكتابتها بشكل ممنهج: سنبدأ بعمل تحسين على نموذج الأعمال التجاري الموضوع من قبل الكاتب أليكس أوسترفالدر، بحيث يتكون النموذج من عدة نقاط، ستساعدنا على تجزئة المشروع إلى عدة أجزاء تمكنكَ من اختبارها بشكل مفصل لاحقًا.
أما عن سبب اختيار هذا النموذج دونًا عن غيره، فلأنه يتميز بالسرعة والإيجاز وسهولة الوصول والتواصل معه، وسيتقسم من حيث الجوانب إلى قسمين جانب متعلق بالسوق وجانب متعلق بالمنتج.
وليحقق مشروعكَ النجاح يجب أن تتحقق عملية الشراء من قبل العملاء، وأن يكون المشروع محل ثقة المستثمرين والمستخدمين، ولتتحقق هذه الخاصيات لابد أن يكون منتجكَ قادرًا على حل مشاكل عملائك، فهذا سيمنحكَ تأكيدًا نحو قابلية وقدرة مشروعك على التوسع، ومن الأعمال المهمة هنا تحديد المخاطر والعمل على تقليلها قدر المستطاع، ويمكننا تحديدها بصورة دقيقة عند إدراك دورة حياة المنتج بشكل جيد، فأي منتج يمر بصورة اساسية بعدة مراحل في دورة حياته. تبدأ بإدراك مشكلة موجودة فعليًا يقوم المنتج بحلها ووجودعملاء يدفعون من أجل الحصول على هذا الحل ثم ينتقل المنتج في مرحلته التالية نحو عملية القياس التي يتم فيها قياس مدى تقبل المنتج في السوق لأن بيع أي منتج دون وجود قابلية وقبول له هو إهدار للوقت لا أكثر وبعد اختبار هذا القبول فإنه سيكون من الجيد أن يتم البحث عن طرق النمو التي ستساعد مشروعك على التوسع وهنا ستنظر للتمويل بصورة جدية وتدرك أن التمويل الأساسي هو الأفضل عند إدراك قبول المنتج لدى السوق والعملاء. ولذلك تم بناء خارطة جديدة لتكون بالشكل التالي:
2- تحديد العملاء وشرائحهم خطوة هامة لمعرفة المشكلة وآلية طرح الحل الخاص بها
من المفيد لك كرائد لمشروعك الناشئ أن تصمم نموذجًا لعملك الخاص تحمله لتتابعه وتعمل على تطويره ولتكوين هذا المخطط الخاص عليك أن تأخذ العديد من النقاط في الحسبان بدايتها التقرب من العملاء وتحديدهم بشكل دقيق، والتمييز بين العملاء والمستخدمين فالأول مشتري يدفع مقابل منتجك والثاني يقوم باستخدام منتجك فقط، كما الحال في شركة Google فالعملاء هم أصحاب الإعلانات والدعايات على الصفحات الرئيسية والمستخدمون هم من يقومون باستخدام المحرك والبحث من خلاله.
وبعد ذلك يتم تقسيم هؤلاء العملاء المستهدفين إلى عدة شرائح ويتم الانتقال بعدها إلى العمل على مواصفات نموذجك الأولي لمنتجك، القابلة للتغيير تبعًا لاحتياجات كل شريحة من شرائح العملاء التي قمت بتقسيمها، إضافةً لإمكانية التطور مع الوقت تبعًا لتدفق المعلومات بشكل موجزً وواضح وموجه بشكل دقيق للعملاء.
وفي توجيهنا لدفة الحديث إلى عمق المخطط الخاص بمشروعك فإنه سيتكون من عدة نقاط رئيسة تبدأ بشريحة العملاء، ومشاكلهم: فهما الأمران الأكثر أهمية ومنهما سيتحدد شكل ومحتوى الأمور التالية لهما، ومن الجيد أن نقوم بتحديد أهم المشاكلات التي يمكن أن يحلها المنتج للعميل وتقديم الحلول لها، مع إمكانية وضع قائمة بالبدائل المناسبة، وفي مثال تطبيق كلاود فاير كانت مشكلة العملاء الأولى والتي أتى التطبيق ليعالجها هي بطء مشاركة المحتوى الصوري والمرئي على الانترنت،
ومن الامور الهامة أيضًا في عمل نموذجك الأولي القيمة المميزة التي تقدمها عبر منتجك، هنا عليك التركيز على قدرة منتجك على تقديم قيمة من شأنها أن تحوز اهتمام عملائك كبديل عما هو موجود في السوق، ولوصف هذه القيمة استخدم كلمات مفتاحية وبسيطة وواضحة، فمثلًا تستخدم شركة BMW كلمة الأداء لتمييز منتجاتها عن المنتجات الأخرى في السوق، في حين تستخدم شركة Audi كلمة الشهرة، وهذه البساطة في طرح القيمة الفريدة لمنتجك ستساعدك على تعزيز موقعك في السوق، وبعد هذا يمكنك الحديث عن نقطة الحل ومناقشتها في نموذجك لتنتقل بعدها لنوافذ الوصول إلى العملاء إذ يفترض بعد معرفة شرائح العملاء وحاجاتهم تحديد الطريق الموصل لهم بشكل جيد.
وبعد ذلك كله تأتي نقطتي العوائد وهيكل التكاليف وهنا عليك الانتباه أنه ليس من الجيد الهرب أو تجاهل تحديد السعر فتأجيلك لهذه الأمور مع العملاء سيعيقك عن التعرف على مدى قبول منتجك في السوق وقدرته على الاستمرار فالأسعار تشكل عاملًا هامًا في تحديد عملائك وشريحتهم المستهدفة، ويشكل أول خطوة للتأكد واختبار مدى قبول العملاء للدفع مقابل الحصول على المنتج، فالأسعار تشكل جزءًا لا يتجزء من المنتج.
3 – بناء المخاطر بصورة سليمة سيساعدك َعلى التقليل منها بصورة تعزز قيمة منتجك
وقبل البدء بكيفية تحديد المخاطر وأولويات البدء سنعرّف المخاطر على أنها حالة من عدم اليقين والتي يمكن أن تؤدي إلى كوارث أو أحداث غير متوقعة فمثلًا وعند إعداد التحضيرات لتأليف أحد الكتب التي تعني بمجال ريادة الأعمال كان خطر فشكل الكتاب وعدم جدواه عالٍ جدًا لأنه كان يعالج قضية تحتاج للكثير من الدراسة والتمحيص للتمكن من تعميم الأفكار وجعلها بصورة كتاب، إن خطوة تحديد المخاطر هي خطوة مفصلية كي لا تجبرك الأخطاء والمخاطر على التوقف في وقت لاحق، لذا من المهم أن يتم التركيز على تحديد الأولويات للبدء هنا. ولقياس المخاطر في النماذج الخاصة بمشروعك عليك أن تقيس احتمالات الوصول لنتيجة ما، إضافةً لقياس الخسارة المحتملة إذا كانت النتيجة خاطئة.
وفيما يتعلق بالمخاطر فمنها مخاطر متعلقة بالمنتج ويترتب عليها هنا بناء صورة صحيحية عن المنتج من خلال تحديد المشاكل المتعلقة به وكيفية الوصول إلى حل بأسهل طريقة، ولدينا أيضًا مخاطر متعلقة بالعملاء تتمثل بكيفية الوصول لهم وآلية بناء قنوات قادرة على التوسع، والنوع الأخير من المخاطر يتعلق بالسوق ذاته من حيث قابلية المشروع للتطور في ظل المنافسة والأسعار وهيكل التكاليف
وينصح هنا بترتيب المخاطر وجدولتها تبعًا لحجم خطرها، ومن الطرق التي ستسمح بدراسة المخاطر بفعالية أكبر هي الاستعانة بالخبرات الخارجية، والتماس المباشر مع العملاء من حيث النقاشات والإجابة على الأسئلة وهذا يعين في اختبار الفرضيات وزيادة التعلم وتوفير الوقت.
بعد كل الإعدادات السابقة في تحديد نماذج الأعمال وترتيب هذه النماذج تبعًا لأولويات المخاطرة عليكَ أن تبدأ باختبار هذه الفرضيات، وللبدء بهذه الخطوة من الجيد أن تُكَوّن فريقك الخاص، وأبدأ بفريق الحل الذي سيعمل على مقابلات المتعلقة بالحل الذي يكرسه المنتج وفريق المشكلة الذي يعمل على مناقشة جوانب المشكلة وبدائل حلولها، ومن الممكن دمج هذين الفريقين بفريق واحد
ومن أهم الميزات الواجب توفرها في فريق العمل: القدرة على التطوير في جوانب العمل وامتلاك الذوق والجمال فيما يتعلق بالتصاميم والابتكار المرتبطة بالمنتج والقدرة على كتابة الإعلانات المشوقة والمميزة وكذلك القدرة على قيادة مهمة التسويق.
وبالحديث عن إجراء التجارب الفعلية فإنك تحتاج إلى التركيز على عدة جوانب لا يمكنك الاستغناء عنها في هذه المراحل هي التعلم والتركيز والسرعة، فخسارتكَ لأي منها سيؤدي بكَ إلى عدم التوازن وعدم الوصول إلى نتائج مرغوبة فمثلًا:
بفقد التعلم ستبذل الكثير مقابل القليل وفي فقد التركيز فإن أي عميلة تحسين ستكون سابقة لأوانها وبفقد السرعة سيتم استنفاذ الموارد بشكل غير مقبولمما يؤدي بالمجمل إلى نتائج غير مرضية أو مقبولة.
وفي نقطة الاختبار هذه ستحتاج إلى مقياس وهدف رئيسي تقوم بالتركيز عليه لتحقق فعالية أكبر وستحتاج للابتعاد عن الفرضيات التي لا يمكن قياسها في النهاية واختبار صحتها ثمإن يقينكَ حول فرضيتكَ قد لا يعتبر أمرًا جيدًا في البداية،لأن يقينك حول فرضياتك لا يعني بالضرورة استمرار صحتها لذا عليك إجراء التحقق النوعي والكمي من الفرضيات واختبارها.
4- لاختبار منهجي لفرضياتك حول المشكلة اتقن مهارات مقابلات العملاء
المقابلات هنا ستكون للعملاء الذين سيشكلون الهدف الرئيسي للمنتج ..وتشكل مقابلة العملاء الخطوة الأولى والأهم في طريق الاختبار المنهجي لفرضياتك وخطة مشروعك، وينصح هنا بعدم البدء بالاستبيانات لأن هذا النوع من المقابلات يفترض معرفتك بنوعية الأسئلة المطروحة، وأجوبتها وآلية طرحها، إضافةً إلى أن هذه الطرق ستمنعك من التماس المباشر مع العملاء وقراءة ردود الأفعال بشكل مباشر.
ونظرًا لأهمية التحدث مع العملاء وصعوبته في الوقت ذاته فمن الممكن الانتباه إلى بعض النصائح لتحقيق أعلى فائدة من المقابلات: ففي مقابلاتكَ ابدأ بوعي تام بمشكلة العميل دون طرح الحلول أو محاولة الإقناع،وهذا ما يدعى بالتعلم من العميل، وتحقق من صدق ما يقال باستخدام الأساليب الممكنة والمقبولة أثناء المناقشة والحوار ، واجعل لكَ نهجًا واضحًا في حواراتكَ ومقابلاتكَ يساعدكَ على ترسيخ أهدافك ومنهجيتكَ في العمل وركز على توثيق المقابلات ونتائجها مباشرة بعد الانتهاء منها دون اللجوء لاستخدام التسجيل الصوتي ومن النقاط التي تدفع مقابلاتك نحو علاقة جيدة مع العملاء أن تكون المقابلات وجهًا لوجه معهم وعند بناء العلاقة الجيدة سيمنحك هذا فرصة لجعل عملائك المحتملين والأوليين بمثابة نوافذ للوصول لعملاء أخرين يحققون الشروط ذاتها التي يحققها عملاؤك الأوليين.
ومن الحالات التي لا تتطلب إجراء مقابلات مع العملاء هي الحالات التي تكون فيها المشكلة واضحة بشكل غير قابل للنقاش كابتكار علاج لمرضى السرطان فالمشكلة هنا واضحة ولا تحتاج إلى نقاش أو إيضاح .
5- مهارات المقابلات المتعلقة بالحل والمشكلة ستمنحكَ معلومات هامة للتعديل والتطوير على منتجك
وعند الحديث عن المشكلة يفترض أن تركز عملك حول معرفة تعاملات عملائك مع المشكلة، وكيفية قياس استجابتهم معها، من خلال ملاحظة ردود أفعالهم بشكل مباشر، ومن أمثلة العمل هذه إنه ومع إصدار الطبعة الأولى من أحدى كتب آش موريا فإنه اعتمد إلى مراقبة الدردشة الحرة، الموجودة في الصفحة الرسمية للكتاب، لمراقبة ردود الأفعال المتعلقة بالكتاب ومحتواه ومعرفة طرق تعامل الريادين مع مشكلاتهم والجوانب المتعلقة بالكتاب.
وللاستفادة بشكل أكبر من المقابلات فيما يتعلق بالمشكلات سنتناول جدولة لعملية المقابلة مقسمة تبعًا لعناصرها الأساسية، إذا تبدأ مقابلتكَ بالترحيب ويفضل أن يكون موجزًا وغير مملل، ومن ثم جمع مواصفلات العملاء المستهدفين وذلكَ من خلال طرح بعض الأسئلة التي تساعدك على التصنيف ويفضل بعد هذه الأسئلة القيام بسرد قصة تمكنكَ من إيضاح المشكلة وبلورتها، فمثلًا يمكنكَ أن تسرد قصة توضح صعوبة مشاركة الصور والفيديوهات على الويب بشكل منتظم مع ازدياد التقاط الصور والفيديوهات عندما يكون المنتج متعلق بتسهيل آليات مشاركة المحتويات الصورية على الويب، كما هو الحال في منتج كلاود فاير الذي يهتم بمشكلة مشاركة المحتوى الصوري على الأنترنت ويعمل على حلها، وبعد إيضاح المشكلة ومعرفة المعلومات حول العملاء المستهدفين قم بترتيب المشكلات ومراجعتها مع العميل، ليتم معرفة رأيه حول هذه الإشكالات وكيفية التعامل معها لتعمد بعد ذلك إلى إنهاء المقابلة بطريقة مهذبة وشكر العميل إضافة إلى سؤاله عن إمكانية تمرير المقابلة ذاتها إلى عملاء أخرين مهتمين ومتشابهون في مواجهة هذه المشكلة وفي نهاية الأمر عليكَ تخصيص الخمس دقائق التالية من المقابلة لتوثيق نتائج المقابلة، ويفضل استخدام نموذج خاص لتفريغ النتائج.
وفيما يتعلق بالمقابلات التي تناقش موضوع الحل يكون الهدف الأساسي هوعرض الحل الذي تملكه بصورة تمكنك من إقناع عميلك بأن حلك سيلغي جميع مشاكله، وعند الحديث عن منتجات تتعلق بالتكنولوجيا والبرمجيات فإن النماذج ومقاطع الفيديو والعروض المعدة على برامج الحاسوب والمصممة بشكل رائع، تعد وسيلة جيدة لعرض حلولك، وكيفما كانت وسيلتكَ لعرض حلكَ على العملاء فإنه من المفترض أن يتمتع عرضكَ التقديمي بقابلية التنفيذ وأن يكون قابل للإعادة دون أي مشاكل أو جهد أو هدر، ومن الأفضل استخدام قيم وأرقام حقيقية، ففي حالة المنتج كلاود فايرقام المُنتج بربط عدة شاشات معًا ووضع مقطع فيديو يوضح كيفية مشاركة أكثر من 100 صورة و 50 فيديو من ملف على شاشة الحاسوب في أقل من دقيقتين
6- مرحلة اطلاق النموذج الأولي لمنتجك مرحلة للتعلم واكتساب المزيد لذا تعلم أكثر لتطور بشكل فعال
اصدار منتجك الأولي يمر بعدة مراحل قبل إطلاقه وتتركز مرحلة التعلم الأكبر- في مرحلة الإطلاق، فكلما قللت من الفترة الزمنية التي تسبق هذه المراحل سيكون الأمر أكثر جدوى،ونموذجكَ المعد كنموذج أولي عن منتجك والمطروح للعملاء يتطلب أن يحتوي جميع الصفات الجوهرية والمكثفة لحلكَ وابتكاركَ، وهذا يتطلب: تمحيص قوائمكَ التي ستعد على أساسها منتجك الأولي،وتركز بها على مشاكل العملاء وقيمتك الفريدة التي ستميزك في السوق، وسيرافق تحديد منتجك الأولي تحديدًا مباشرًا للسعر يساعدكَ على دراسة الوضع الإئتماني لعملائك وبعد كل هذه الأمور ستصبح قادر على تحديد الطريق التي سيتمكن العملاء من خلالها من التسجيل للحصول على الخدمة التي تقدمها عبر منتجك، والتي من المفترض أن تكون خطوات واضحة وقصيرة مع عدم إهمال المعلومات الأساسية التي ستساعدك على التعلم.
وفي هذه المرحلة من إطلاق منتجك الأولي عليكَ أن تبقى مستعدًا لأي طارئ يمنع الأمور أن تسير كما هو مخطط لها، ففي مثال لتطبيق كلاود فاير الذي يمكن تنزيله على الحاسب عمل الفريق لتبسيط آليات التسجيل إلى وضع زر بسيط لتنزيل الصور على الصفحة الرئيسية، وتأجيل إنشاء الحساب لوقت لاحق، وهذا ساعد على كشف الكثير من المشكلات التي لم تكن ملاحظة في وقت سابق، وساعد هذا بدوره على حل مشكلة معدلات تفعيل الحساب المنخفضة.
وللعمل بشكل أكثر احترافية في هذه الخطوة من الإطلاق يترتب عليك عمل موقع تسويقي يختص فقط بتسويق منتجك لتقوم باكتساب عملاء جدد، والعناصر التي يمكن أن توفرها في صفحة التسويق أو صفحة منتجك الأولي هي عناصر تتعلق بتعريف عام بالشركة خاصتك، وصفحة لشروط الخدمة والخصوصية وأخرى تأخذ الزبون في جولة في الموقع
7- استخدام أدوات القياس الجيدة واختبار النموذج الأولي خطوات فعالة نحو الإطلاق والنمو
توفر العملاء وتفاعلهم مع منتجك يتطلب قدرتكَ على قياس دورة حياتهم التي تتلخص بالمدة الزمنية الممتدة من لحظة إطلاع العميل على منتجك لى لحظة تسويق عميلك للمنتج عن طريق نصائحه لعملاء أخرين وتحديد أهم النقاط فيها للعمل على حلها، ويجب أن يكون المقياس التي تعمل به مرتبطًا بنتائج يمكن قياسها،كما يتوجب تسهيل الوصول لهذه المقاييس بتقارير بسيطة يمكن مراجعتها وقرائتها.
وقبل بيع منتجك الأولي للعملاء عبر موقعك التسويقي، قم ببيعه لعملائك الأوائل وجهًا لوجه لتتعلم منهم أكثر ولتعدل وتطور من تصميم منتجك وموقعك، والمرحلة هذه جيدة لإعادة تفعيلك مع عملائك التاليين، حيث تتضمن اختبار النموذج الأولي لمنتجك من خلال مقابلات العملاء حول هذا النموذج، وأغلب الأسئلة والنقاشات مع العملاء ستتركز في هذه المرحلة حول القيمة المميزة في منتجك، وعن عدد العملاء المستخدمين له، وسعره، ولترتيب المقابلة مع العملاء في هذا الجانب يمكن البدء بالترحيب وإيضاح خطوات سير المقابلة ثم الانتقال لعرض القيمة الفريدة التي يحتويها منتجك من خلال عرض الصفحة الأولية أوالنموذج الأولي له،ويتضمن ذلك التأكد من أن كافة الجوانب المتعلقة به واضحة للعميل، ومنثم الانتقال للحديث عن السعر مع محاولة معرفة جدول التسعير الخاص بعميلك، ومعرفة رأيه بخصوص التسعير الخاص بمنتجك، ويتم الانتقال بعد ذلك إلى جوهر المقابلة وهو عملية التسجيل أوالتفعيل وشراء المنتج
وتأتي الخطوات التالية لتتضمن تجارب العملاء لمنتجك ومراقبة هذه الخطوات ومشاكل التجارب، لتزيد من فرص الاستبقاء لهؤلاء العملاء وإعادة استخدامهم لمنتجك، وفي هذه النقطة عليكَ فحص المراحل التي يتناقص فيها عدد العملاء أو المستخدمين لتعمل على العودة لهم والتواصل معهم ومعرفة الأسباب التي أدت لابتادهم عن استخدام منتجك والعمل على حلها
وبعد هذا التدفق الكبير للمعلومات والتعديلات ومراقبة العملاء وتجاربهم حول منتجك ومعرفة دورة حياتهم يحين الوقت المناسب لتطبيق نظام الدفع من قبل العملاء، لذا اطلب من العملاء الراغبين بالدفع التحدث إليك وكذلكَ ركز في متابعة العملاء المحتملين والذين فاتتهم فرصة المبيع.
وبالنظر لمثال المنتج الأولي لصفحة كلاود فايير، فقد نجحت هذه النسخة بصورتها الأولية، وكان أول رد تم استلامه من الأمهات المستخدمات للصفحة إيجابي بصورة مذهلة، وكانت إحدى الفرضيات التي تم وضعها لعملية الاختبار في إحدى الخطوات، هي مدى مناسبة السعر وإمكانية قبول كل شخص بالتسجيل في الموقع وبعد انتهاء الخطوات يتم التحقق من قبول كل شخص بنموذج السعر وتسجيله للحصول على الخدمة.
8- التأكد من الملاءمة على مستوى السوق يمنحك الفرصة للانتقال نحو التوسع والنمو
ليس من المقبول عمليًا في هذه المرحلة التالية لاختبار نموذجك الأولي الإصغاء لطلبات العملاء بشكل يدفعكَ لإضافة خصائص جديدة على منتجك، فالأفضل هو التركيز على خصائص منتجك الحالية وقيمته الفريدة، والعمل على تحسينها، لا العمل على إضافة خصائص من شأنها أن تدفعك للمزيد من الاختبارات والعروض والتجارب، لذا لا تتخلى عن خصائص منتجك في وقت باكر من إطلاقه.
ولتعمل بشكل احترافي من الممكن استخدام لوحة كانبان في العمل، والتي تركز على الخصائص، ويتلخص عمل هذه اللوحة بتقسيم الخصائص إلى عدة أجزاء تبدأ بالجزء الذي يحتوي جميع الخصائص والمراد إضافتها أو تعديلها ، ليتم العمل على تصنيفها وفرزها، ثم الجزء الذي يتضمن الخصائص التي يتم العمل على إنجازها وإنهاء تعديلاتها، ثم الجزء المتضمن جميع والمواصفات التي تم الانتهاء منها وتعديلها نهائيًا وهذا لا يمنع من العمل على طلبات خاصة ومحددة لعملاء معينين بعد دراسة جدوى هذه الخصائص ومدى تطبيقها، حيث يتم فحص الطلب المقدم من العميل وتمييز ضرورته في المرحلة المُقدم بها ليتم العمل عليه أو إهماله أو تأجيله
لتأتي بعد ذلك دراسة مدى ملاءمة وتكيف منتجكَ مع السوق ومدى استمراريته، وبطرح مثال عن كيفية دراسة استمرارية منتج أو مدى سيره في طريقه الصحيح، قام شين إليس الذي كان يعمل في إحدى الشركات التي تقدم خدمات للشركات الناشئة الفتيةبطرح مجموعة أسئلة على عينات من مستخدمي خدمة الشركة ومن هذه الأسئلة: كيف كنت لتشعر لو لم يعد في وسعك استخدام المنتج بعد الأن؟ وأضاف جملة من الاحتمالات لهذا الجواب منها: خائب الأمل إلى حد كبير أوخائب الأمل إلى حد ما أولا أشعر بالخيبة، واستخلص أنه في حال وجود 40% من مستخدميك يقولون إنهم سيكونون خائبي الأمل لحد كبير فهذا سيكون مؤشر إلى قابلية مشروعك للنمو، وهنا نرى مدى جدوى العمليات الاستبيانية للتأكد من أمر ما، ومن الجيد أن تعلم كلما كان حجم العينة أكبر كلما أعطاكَ المؤشرمعلومات أكثر صدقًا ومن أشكال التحقق من ملاءمة سعر المنتج، فقابلية العملاء على الدفع يعتبر أول شكل من أشكال التحقق حول ملاءمة المنتج، مع التأكيد على ضعف مؤشر السعر عند استخدامه وحده دون مؤشر أخر، لأن التحقق يجب أن يتم على عدة مؤشرات وجوانب
وهذه المؤشرات ستساعدك في إعادة صياغة مراحل العمل على مشروعكَ وتعديل الفجوات والأخطاء لتصل إلى قدرتكَ على الاحتفاظ بـ 40% بمستخدمين منتجكَ أي خروجكَ من مرحلة القبول في السوق إلى مرحلة التطوير في النمو السريع لمنشأتك ومنتجك
ماذا إذاً بعد كل هذا؟
إن الوعي بمفهوم المشاريع الناشئة والقدرة على العمل بالخطوات التي يتضمنها الأسلوب اللين للتشغيل في هذه المشاريع ضرورة هامة للمضي قدمًا في خطوات النجاح المتعلقة بابتكار أي منتج ريادي, لذا ركز في تبني الخطوات العملية والاختبارية في الكتاب لأنه يقدم جملة منضبطة لريادي الأعمال المجتهدين على تحقيق ابتكاراتكم في حيز الواقع.
- بإمكانكم حضور دورة مجانية عن لين ستارت اب، ودورة بناء نموذج العملبشكل مجاني على منصة ألِف ستارت أب (ألِف ستارت أب سابقاً).
المستوى الثاني
22:11:07
شكرا على المعلومات القيمة افدتني بارك الله فيك
المستوى الثاني
16:02:42
مشكورين على المراجعة . لكن اود اعطاء ملاحظة في كتابة المقال ، بالحقيقة كانت قراءة المقال اصعب من قراءة غيره ، ربما لو تم استخدام صور متعلقة اكثر ، او اعادة ترتيب الافكار او الشرح سيحسن منه . لكنه مفيد بكل الاحوال ، يعطيكم العافية :)
المستوى الثاني
10:10:31
مراجعة جميلة جدا .. كل الشكر والتقدير لكم ..
لإضافة تعليق
يرجى تسجيل الدخول أو التسجيل !
الأكثر تفاعلاً مع المقالات