البيئة الريادية (أو النظام البيئي الريادي) هي البيئة الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر في ريادة الأعمال أو تدعمها. هذه البيئة هي التي ستؤثر سلبا أو إيجابا في نجاح المشاريع الريادية التي تطلق في تلك البيئة. من أهم عناصر البيئة الريادية رواد الأعمال والأفكار الريادية والمستمثرين والشركات الخدمية المختلفة والحاضنات وكل جهة أخرى تساهم في إنجاح المشاريع الريادية.

ومن أشهر البيئات الريادية على الإطلاق هو وادي السيليكون Silicon Valley في الولايات المتحدة الذي ضم عدداً كبيراً من الشركات الناجحة عالمياً. وقد برزت النظم البيئية الريادية كقوة ديناميكية تلعب دوراً هاماً بكل ما يتعلق بأداء الشركات الناشئة أو رواد الأعمال.

وللوقوف على أهمية النظام البيئي الريادي يمكن أن نطرح السؤال التالي: لماذا نرى رواد أعمال يمتلكون جميعهم أفكاراً مبتكرة لكن البعض منهم ينجح والآخر لا؟

في الواقع، إن أحد أسباب النجاح أو الفشل في هذه الحالة يعود لما يسمى بالبيئة الريادية أو النظام البيئي لريادة الأعمال Entrepreneurial Ecosystem.

حيث يمكن أن نقول بأن النظام البيئي الريادي يتألف من كل ما يساعد رواد الأعمال في العمل على مشاريعهم مثل المستثمرين، الحكومة وقوانينها، الممولين، المستهلكين وغير ذلك.

ويعتمد نجاح رواد الأعمال بدرجة كبيرة على النظام البيئي الريادي، ومن هنا تنبع أهمية اختيار الشركة الناشئة بناءً على إحدى المشاكل الهامة التي يعاني منها الأشخاص ضمن هذا النظام لكي تكون متوائمة معه لا دخيلةً عليه.

ما هو النظام البيئي الريادي؟

يمكن تعريف النظام البيئي الريادي بأنه البيئة الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر في  ريادة الأعمال أو تدعمها. وتلعب مكونات هذا النظام مثل الشركات أو حاضنات الأعمال (وحتى الحاضنات الافتراضية) وغيرها من العناصر التي تدعم ريادة الأعمال دوراً هاماً حيث تمنح رواد الأعمال وشركاتهم الناشئة فرصاً هامة للنجاح.

ولعل أهم مثال على النظام البيئي لريادة الأعمال هو وادي السيليكون Silicon Valley في الولايات المتحدة الذي ضم عدداً كبيراً من الشركات الناجحة عالمياً في العقود الماضية.

 

Silicon-Valley

كيف نبني بيئة ريادية؟

إن العديد من المجتمعات أو النظم مثل وادي السيليكون Silicon Valley، بوسطن، برلين، لندن وغيرها من المجتمعات احتاجت لعشرات السنين لتصل إلى ما هي عليه الآن أي لتصبح من أقوى النظم البيئية لريادة الأعمال.

ويمكن لأي مجتمع تطوير نظام بيئي ريادي قوي ومناسب لإنشاء الشركات الناشئة من خلال توفير مجموعة من العناصر الرئيسية.

إن عناصر النظام البيئي الريادي هي العوامل التي يمكن استخدامها لقياس أداء تلك النظم، حيث تتألف من 8 عناصر أساسية هي:

  1. التمويل: ويضم عملية الحصول على رأس المال، الحصول على المنح؛ أو الوصول إلى البنوك، مؤسسات التمويل، أو حتى التمويل الحكومي.
  2. الدعم الخاص بالأعمال التجارية: ويضم كل من حاضنات أو مسرعات الأعمال، مقدمو الخدمات القانونية أو المحاسبية، المستشارون وغيرهم.
  3. السياسات: مثل معدلات الضرائب وتكاليف بدء العمل التجاري.
  4. الأسواق: وتضم كل من الشركات المحلية، الشركات الدولية، المستهلكين، شبكات التوزيع، شبكات البيع، شبكات التسويق.
  5. رأس المال البشري: ويضم المدارس الثانوية، الجامعات، معاهد التدريب وغير ذلك.
  6. البنية التحتية: مثل الكهرباء، النقل، الاتصالات، والمرافق الأخرى مثل الغاز، الماء، وغيرها.
  7. البحث والتطوير: وتضم مراكز ومختبرات الأبحاث العامة، مراكز الأبحاث الخاصة والمختبرات.
  8. الثقافة: وتضم وسائل الإعلام، الحكومة، الجامعات، الجمعيات المهنية، المنظمات الاجتماعية التي تدعم ثقافة ريادة الأعمال.

ويمكننا اختصار تلك العناصر بمعادلة بسيطة: النظام البيئي الريادي = الأفراد + الثقافة

لأن جوهر النظام البيئي الريادي المثالي هو الأفراد أو رواد الأعمال والثقافة التي تسمح لهم بالتعاون والعمل والتفاعل فيما بينهم أو مع المجتمع لإنشاء وتطوير مشاريعهم الريادية.

خصائص النظم البيئية الريادية

تتمتع النظم البيئية الريادية بمجموعة من الخصائص، وهي:

  1. الاختلاف

    إن النظم البيئية غير متشابهة فيما بينها. فكل كل نظام بيئي يشكل نموذجاً فريداً، لأنه يعتبر نتيجة لمئات العناصر التي تتفاعل بطرق شديدة التعقيد.
  2. لا يمكن تحديد نموذج مثالي للنظام البيئي الريادي

    إن تحديد الأسباب الأساسية لنجاح النظام البيئي الريادي ليس له أي فعالية عملية. حيث تعمل جميع العناصر معاً بطريقة تتلاءم مع خصوصية كل نظام ليشكل البيئة الحاضنة المناسبة للمشاريع،.أحياناً نرى بأن التعليم والأطر التنظيمية والقانونية تتمتع بدور واضح وأساسي في النظام البيئي، في حين نرى أحياناً أخرى بأن الأسواق أو رأس المال قد يؤثران بشكل أكبر.
  3. النظام البيئي الريادي مستدام أو ذاتي الاكتفاء نسبياً

    تصبح النظم البيئية لريادة الأعمال ذاتية الاكتفاء نسبياً. فالنجاح يولد النجاح ليتم تعزيز العناصر الأساسية للنظام البيئي تلقائياً. كما أن هناك نقطة تحول يمكن عندها الحد من العوائق المؤثرة بشكل سلبي. فبمجرد أن تصبح العناصر الأساسية قوية بما فيه الكفاية، ستعزز بعضها البعض. لذلك وعند تصميم برامج ريادة الأعمال يجب أن يتم مراعاة الاستدامة في النظام البيئي والتركيز عليها لبناء نموذج ناجح.

هل تتطور النظم البيئية الريادية بشكل طبيعي أم نحن من يقوم بتصميمها؟

في الحقيقة هناك اعتقاد سائد بأن الفهم الصحيح لطبيعة النظام البيئي لريادة الأعمال هو العامل الأساسي لتطورها.

حيث تكون هذه النظم البيئية في العادة نتيجةً للتطور الذكي، ويتم ذلك من خلال عملية تمزج بين عمل اليد الخفية للأسواق بالإضافة إلى المساعدة التي تعتمد على مدى اطلاع رواد الأعمال والقياديين بما يضمن خلق هذه النظم البيئية وتحقيق استدامتها الذاتية.

هل وجود عدد كبير من الشركات الناشئة يعتبر مؤشراً على وجود نظام بيئي ريادي قوي؟

لا، فحتى الآن ليس هناك أي دليل على أن تزايد عدد الشركات الناشئة يرتبط بتطور النظام البيئي، بل هناك دليل على ما هو عكس ذلك!