ستكون مخطئا إن اعتقدت أن تقديم منتجك لفائدة عظيمة كاف ليكتب له النجاح. في الواقع هناك العديد من الأمثلة لمنتجات قيمة جدا لم تلاقي أي نجاح ملحوظ, فإذا لم يعلم أو يكترث لمنتجك أحد فلا يهم كم الفائدة العظيمة التي تقدمها إذ أن مصيره سيكون الفشل.

لذا التسويق للمنتج هو الحل, لكن ما هي بداية الطريق أو الخطوة الأولى لنشر وتسويق المنتج؟

هذا ما سنتعرف عليه في هذه المقالة كيف ابد مشروعي وهي الخطوة الخامسة من مشوارنا "كيف أنقل فكرتي إلى مشروع تجاري مربح".

يمكنك الإطلاع على تفاصيل المراحل السابقة عبر الروابط التالية:

  1. مرحلة توصيف الفكرة.
  2. الدراسة الأولية للسوق.
  3. بناء النموذج الأولي.
  4. إيجاد استراتيجية ونموذج التسعير بشكل أولي.

إن تفكيرك بالشروع بعملية التسويق والبيع بعد أن حصلت على المنتج أو النموذج الأولي هو أمر طبيعي وصحي, لكن في أغلب الحالات يكون من الصحيح التريث وأخذ خطوة للوراء تضمن لك تسويقاً ممتازاً لتفادي تعثر نمو منتجك القيم.

أن تبيع لزبون أو اثنين راضين عن أداء المنتج أو الخدمة, أفضل بكثير من البيع لعشر زبائن لا يرضيهم منتجك ويتذمرون من أداءه, لكن كيف لك أن تعلم مسبقا أن الزبون سيكون سعيدا بمنتجك أو خدمتك وأنها ستلاقي رضاه؟ في ما يلي قائمة بالأشياء التي عليك فعلها لتجذب العميل الأول:

كيف تجذب العميل الأول لمشروعك؟

  1. العميل يشعر بحجم المشكلة التي يعاني منها.
  2. المنتج يحل المشكلة التي يعاني منها العميل.
  3. طريقة تسليمك للخدمة أو المنتج مرضية للعميل.
  4. طريقة تقديمك للدعم والتواصل مع العميل مرضية.
  5. منتجك أو خدمتك لا تحتوي على مشاكل فنية أو تقنية أو لوجستية ...الخ.
  6. السعر الذي تطلبه يناسب العميل.

لكن مرة أخرى كيف لنا أن نتأكد من أن النقاط السابقة متوفرة لدينا وأننا نقوم بها على الوجه الصحيح.

الجواب, قم بالبيع أولاً للزبائن التجريبين.

في المشاريع الناشئة نبحث دائما عن طرق للتعلم و إجراء التجارب لتطوير الفكرة إلى مشروع ناجح. و لعل من أفضل الطرق لتحقيق هذه الغاية هي البيع للعملاء الأوليين أو الزبائن التجربيين.

من هم العملاء الأوليون؟

 هم جهات بحاجة للمنتج الذي تقدمه ويتواجدون ضمن شبكة معارفك أو أقرباءك أو علاقاتك.

ابحث ضمن شبكة علاقاتك, أقرباءك وأصدقاءك, إبحث ربما ضمن شبكة معارف أصدقاءك أيضا. يجب عليك أن تصل على الأقل لثلاث جهات تود الحصول على منتجك ولكن يوجد بينك وبين هذه الجهات معرفة وعلاقات ودية تضفي نوعا من الصداقة على علاقة العمل.

إن حصلت على هذه الجهات الثلاثة (عدد الجهات يفضل أن يكون من 3 إلى 10 جهات) التي تود استخدام منتجك, حضر لهم منتجك على طبق من ذهب , لا يهم كم سيدفعون لك, لربما تبيعهم بالمجان, أو لربما تسمح لهم بأن يدفعو لك بعد ستة أشهر أو سنة.

هذه هي فرصتك الذهبية لتجريب فكرتك و تقييم أداء منتجك والتدريب على تسليمه بالشكل المطلوب لذلك خذ الأمر على محمل الجد في العناصر التالية:

كيف تقيم أداء منتجك بعد بيعه؟

  1. تأكد من سؤال زبونك عن رأيه بالمنتج وعدل على المنتج إن لزم الأمر.
  2. تأكد من رضاه عن طريقة تسليم الخدمة أو المنتج وعدل على طريقة التسليم إن لزم الأمر.
  3. قم بفهم طريقة الزبون في الاستخدام وعدل على المنتج ليكون سهل الاستخدام.
  4. راقب أخطاء منتجك وقم بتصحيحها.
  5. راقب أداء منتجك وقم بتحسينه.
  6. لا تستغرق الوقت والجهد في التفاصيل العميقة, ولا تكن سطحيا كثيرا. حاول الموازنة بين الأمرين حتى لا يصبح منتجك قالبا مناسبا لزبون واحد فقط, وفي الوقت ذاته يجب أن لايكون سطحيا يلبي الحاجة بشكل رديئ.

لنعد إلى مثالنا السابق عن مشروع تطبيق"الموقف الذكي":

لنفترض أن أحد معارفك أو أقرباءك يمتلك موقفا مأجورا للسيارات الخاصة, ولحسن الحظ وافق أن يستخدم تطبيق الموقف الذكي لإضافة مواقفه الشاغرة.

قمت بالعمل ذاته وحصلت على 10 أصدقاء يمتلكون كراجات مأجورة في أماكن متفرقة من مدينتك, ثم قمت بدعوة أصدقائك ضمن مدينتك عن طريق شبكة الفيسبوك لتحميل التطبيق واستخدامه, ربما تصمم فيديو ترويجيا قصيرا لجذب أصدقاءك أكثر, حتى وإن كانوا أصدقاءك فهم بحاجة لمحفز, قم بالاتصال بهم, إفعل ما بوسعك لإقناعهم بتحميل التطبيق, قم بمساعدة أصحاب الكراجات المأجورة, إدعمهم, راقبهم و حلل تحركاتهم.

الفائدة التي ستجنيها:

  1. اكتشاف الأخطاء مع مستخدمين تجريبين ليس محرجا كثيرا ولا يفقد مشروعك الناشئ قيمته في السوق, إكتشف أخطاءك وصححها باكرا.
  2. التعلم والتحسين قبل بدء التسويق يجعل من منتجك أقوى في المرحلة المقبلة.
  3. مهما كان لديك من طاقات ومصادر فهي محدودة, ستكون قادرا على توجيهها في الاتجاه الصحيح.
  4. وجود قائمة بعشر أسماء لزبائن فاعلين يجعل من عملية التسويق لاحقا أمرا أكثر سهولة.

 

لا تنسى غايتك الأساسية من حصولك على الزبائن التجريبيين, إنها ليست لكسب المال, إنها لتطويرالمنتج و تحضيره للتسويق الحقيقي, راقب الأمور عن كثب واغتنم فرصتك.

المرحلة المقبلة هي نتاج ما تعلمناه من الزبائن التجريبيين, عليك التحضير لتحديات التسويق وإقناع الزبائن.انتظرنا في المقال القادم من سلسلة "كيف أنقل فكرتي إلى مشروع تجاري مربح".

(لمتابعة باقي السلسلة، ستجدها في "كيف أنقل فكرتي إلى مشروع تجاري مربح")

المصادر:

خبرتي المتراكمة من إطلاق ثلاث مشاريع ناشئة خلال ست سنوات سابقة وعملي ضمن شركات أخرى منذ 2007.

مؤتمرات وندوات وبرامج تعليمية قمت بحضورها.

مفاهيم متعددة أخذتها وطبقتها من عدة كتب مثل:

Purple Cow/Built to Last/Disciplined Entrepreneurship/The Lean Startup/Personal MBA