يعد العمل ضمن فريق من أهم المواضيع التي يهتم بها رواد الأعمال عند إنشاء مشاريعهم الناشئة ,و الكثير منهم يكون لديه اهتمام كبير بأي بحث عن العمل ضمن فريق، يعمل أصحاب الشركات على خلق الاستراتيجيات التي تساعدهم في بناء فريق العمل واختيار الشركاء الذين سيتم العمل معهم خلال دورة حياة المشروع.

كما يحقق العمل ضمن فريق العديد من الفوائد المهمة كتعزيز عملية الإبتكار في الشركة والمساهمة في طرح الأفكار الإبداعية، ولا يخفى أن أي تقرير عن العمل ضمن فريق هو محور النجاح في أي عمل كان.

لذلك كان لا بد أن نطرح بعض النقاط الهامة التي يجب على رواد الأعمال معرفتها أثناء تشكيل فرق العمل والجماعات التي سيعملون معها.

سنناقش في السطور القادمة:

0. العمل ضمن فريق 

1. فوائد العمل ضمن الفريق.

2. مهارات اجتماعية العمل مع الفريق.

3. فرق العمل.

4. انواع فرق العمل.

5. العمل بروح الفريق الواحد.

6. وقصة نجاح فريق عمل تطوعي.

مقدمة عن العمل ضمن فريق

يعتبر مفهوم العمل ضمن فريق من أقدم المصطلحات التي عمل المفكرين والأدباء على تعريفها ومناقشتها، فهي تعتبر المهنة أو الوظيفة التي يعمل عليها كل إنسان والتي بدورها تحقق الأهداف الإقتصادية والإجتماعية لكل مجتمع عامةً ولكل مشروع تجاري أو صناعي خاصةً.

يُقسم العمل الى أعمال فردية يمكن إنجازها من دون الإستعانة بالأخرين في ظل الظروف المساعدة التي تحقق للفرد التطور الذاتي وتجاوز العقبات، ويوجد أعمال جماعية تحتاج الى عدة أشخاص حتى يتم إنجازها، من أشهر الأمثلة المشاريع الناشئة أو الريادية التي تتميز بسلسلة من العمليات المترابطة والمتكاملة التي تحتاج الى عدة أشخاص للعمل عليها.

هنا لا بد أن نطرح سؤالاً مهماً كيف ظهر أو تطور مفهوم العمل ضمن الفريق؟

أسهم التطور في نظريات الإدارة الحديثة الى خلق مفاهيم جديدة عن العمل والإنتاجية، وُطرح العديد من الأبحاث والأسئلة التي كانت تناقش الطرق والاستراتيجيات التي تحقق الفعالية في إنجاز أهداف الشركات والمنظمات.

وبدء التوجه خلال منتصف القرن العشرين الى الإهتمام بالعنصر البشري والتأكيد على جعله المرتكز الأساسي في إنجاز الأهداف التي تسعى لها الشركات.

ومن هنا بدأت الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة تعتمد إدخال فُرق العمل في إنجاز عملياتها على عكس ما كانت عليه سابقاً، وظهرت العديد من الأبحاث التي تناقش عوامل نجاح فريق العمل،فوائده، مراحل تشكله، المهارات التي يحتاج لها الأشخاص في الفريق، والعديد من المواضيع الأخرى.

فوائد العمل ضمن فريق

يعمل الفريق على إنجاز مهام وأهداف محددة سواءً لزيادة المبيعات في الشركة أو تطوير خطط عمل جديدة واضافتها الى ثقافة المنظمة، وقد يكون هناك مشكلة ما يجب تجاوزها وإبتكار حلول جديدة لها أو العمل على تطوير ذكاء الأعمال في التعامل مع عمليات المشاريع.

ولكن لماذا لا يتم العمل بشكل فردي من دون الحاجة الى تكوين فريق عمل؟

لماذا لا نعتمد على الإنجاز الفردي في حل المشكلات وابتكار الحلول الجديدة؟

فوائد العمل ضمن فريق

من هنا تأتي أهمية أن نعرف ماهي فوائد العمل ضمن فريق، فعلياً يوجد 5 فوائد رئيسية:

  • أولاً: تعزيز عملية الإبداع والتعلم

يساعد العمل ضمن فريق على بناء الروابط الإبداعية بين الأعضاء من خلال عملية العصف الذهني التي تعتبر من أساسيات تبادل الأفكار والمقترحات، فالخبرات التي مررت بها في حياتك المهنية من قبل مختلفة عن باقي الأفراد وهذا بدوره ما يساعد على اكتساب معارف جديدة ووجهات نظر مختلفة للأمور.

  • ثانياً: تبادل الخبرات والمهارات

سيظهر في كل فرد من الأفراد مهارة ما يتميز بها عن الأخرين، مثلاً قد نجد شخصاً ما يمتلك مهارات تخطيط وتنظيم عالية، ونرى شخض اخر مبدع في التعامل مع المشاكل وحلها.

عملية الخلط هذه والإختلاف في المهارات لن نستطيع أن نراها أو نطورها في العمل الفردي. من هنا يمكن للأعضاء أن يكتسبوا خبرات ومهارات جديدة من الأخرين والعمل ضمن الفريق بكفاءة عالية.

  • ثالثا: تطوير مهارات التعامل مع الإختلاف

عند البدء بمراحل تكوين فريق العمل واختيار الأشخاص المناسبين للفريق يأتي الأفراد من بيئات وثقافات مختلفة وقد يحدث نزاعات أولية في مرحلة طرح الأفكار ووضع الأهداف.

يرى الأفراد أنهم بحاجة الى تحقيق الإنسجام وبناء روابط تواصل فيما بينهم وهذا ما يعزز بنفس كل فرد حاجة البحث عن أسلوب تواصل جديد.

  • رابعاً: تعزيز الشعور بالإنتماء

يساهم العمل الجماعي على تعزيز شعور الرضا لدى الفرد فعندما يتم تحقيق النجاح في المشاريع التي يعملون عليها يزداد الشعور بالإنتماء للمنظمة ويقل شعور عدم الإنجاز. يمكن القول أن الفائدة هنا متبادلة بين صاحب الشركة من جهة وبين الأعضاء من جهة أخرى.

  • خامساً: خلق جو مناسب للعمل

يساعد العمل ضمن فريق بشكل جماعي الأفراد على خلق الحماس في انجاز المهمات وخلق التعاون فيما بينهم.

مهارات اجتماعية العمل ضمن فريق

  • التواصل الجيد بين الأعضاء

لا بد من أن يكون نظام التواصل في الشركة واضح من جهة ولا بد أن يمتلك الأفراد مهارات تواصل عالية فيما بينهم حتى يحققوا عملية انسجام جيدة.

  • الحماس

يعتبر الحماس مهم جداً للأفراد لتحقيق الإستمرار في تجازو العقبات والمشاكل التي من الممكن أن يوجهوها أثناء العمل.

  • القدرة على تنفيذ القرارات

يجب أن يكونوا الأفراد قادرين على اتخاذ القرارات التي تساهم بتعزيز تنفيذ الخطط بطريقة جيدة وأن يلتزموا بتحقيقها في الوقت المناسب.

  • التشجيع والتعاون

يعمل الأفراد على تشجيع بعضهم البعض ويتعاونون في تنفيذ المهام.

  • فهم الأهداف

يجب أن تكون الأهداف واضحة ومحددة بشكل دقيق من قبل القادة ويجب فهمها من قبل الأفراد حتى تكون فعالة.

فرق العمل

تحتاج الشركات الى فرق عمل متنوعة حتى تستطيع تحقيق أهدافها وإثبات وجودها في الأسواق المنافسة، وهذا ما يدفع الشركات أن تعمل على بناء أنظمة إدارية من الجماعات وفرق العمل لتحصل بشكل مستمر على أفكار جديدة تساعدها في تطوير منتجاتها وأساليب تواصلها مع العملاء.

سعت الشركات في الحقبة الأخيرة الى زيادة الإهتمام برضى العملاء والعمل على تقديم المنتجات والخدمات بطرق أكثر فعالية تمكنها من تحقيق الميز التنافيسة، وهذا ما دفعها الى تطوير منهجياتها واعتماد العنصر البشري كعامل أساسي لتحقيق أهدافها.

من هنا جاءت أهمية إنشاء المجموعات في الهياكل التنظيمية لتحقيق عوامل التنسيق والتنظيم والتكامل بين الأعضاء في تحقيق المهام وخلق الإنسجام بين أعضاء فرق العمل لتحقيق نتائج مميزة.

يعتمد دور القادة في الشركات على تفعيل استراتيجيات العمل الجماعي وتحفيز الأفراد.

انواع فرق العمل

  • فريق العمل الوظيفي

عادةً يتكون أعضاء هذا النوع من فرق عمل من الأفراد في الأقسام التي تتبع الى مجال معين في الشركات مثل: الموارد البشرية،المحاسبة،التسويق،البحث والتطوير. وتكون مهامهم محددة ضمن الوصف الوظيفي ويعملون بشكل متكامل لتسيير مهام أقسامهم.

  • فريق حل المشكلات أو اكتشاف الأخطاء

يعمل هذا النوع من فرق همل على اكتشاف المشاكل التي تعاني منها الأقسام في الشركة، وقد يتم تشكيل عدة فرق متفرعة لحل عدة مشاكل في الهيكل التنظيمي أو مشاكل التعامل مع انخفاض المبيعات أو التعامل مع العملاء. هذا النوع مهمته الأساسية هي الإكتشاف وتقديم الحلول ولا يعنى بعمليات تنفيذ المقترحات.

  • فرق ادارة المشروعات

تتكون هذه الفرق عمل للقيام بتنفيذ مشاريع معينة لها بدايات ونهايات ويتم تشكيلها من عدة أقسام في الشركة، يتميز هذا النوع بتعدد الخبرات والمهارات وهي من أهم الفرق التي يتم العمل على بنائها.

انواع فرق العمل

  • فريق ادارة الأزمات

من أكثر وأهم فرق عمل التي تحتاجها الشركات عند ظهور المشاكل المفاجئة وهي تجمع النخبة من الموظفين وأصحاب المهارات المتعددة. يتميز أيضاً بعامل التعاون والتجاوب السريع.

  • فرق العمل الإفتراضية

تعمل هذه الفرق على إنجاز مهام لا تحتاج الى دوام فعلي في الشركة وتعمل على تنفيذ مشاريع تكون في بعض الأحيان حساسة أو مشاريع تتعلم بالبنية التكنلوجية لموقع الشركة أوتطوير خطط التسويق الإلكتروني وإعداد المحتوى.

العمل بروح الفريق الواحد

من أهم المفاهيم التي يجب على قادة فرق العمل بنائها ضمن المجموعات التي يتولون قيادتها، فالعمل بروج الفريق الواحد تساهم بتعزيز التعاون والتماسك بين الأفراد والتي بدورها تخلق البيئة المناسبة للعمل التي تساعد الأفراد على تقديم أفضل ما يستطيعون من جهد وأفكار لمصلحة الفريق والشركة.

يخلق العمل بروح الفريق الواحد منظومة عمل مترابطة ومتفاعلة تلبي احتياجات موظفيها النفسية والمعنوية كما تساعد الإدارة العليا على تخفيض التكاليف وتوفير الوقت والجهد وتحقيق الولاء للمنظمة.

يعمل القادة دائماً على إنعاش المؤسسة

دعونا نشارك معكم بعض النقاط المهمة التي يحققها العمل بروح الفريق الواحد والتي تعتبر غيض من فيض :

أولاً: يساعد الغمل بروح الفريق الواحد على تحقيق الأهداف بأسرع الطرق الممكنة والأكثر فعالية.

ثانياً: يعزز مهارات تقبل الآخر والتعامل مع الأشخاص صعبين المراس.

ثالثاً: خلق بيئة عمل مناسبة للإبداع تساعد الأعضاء على العمل براحة أكبر.

رابعاً: ينمي المهارات الإجتماعية ومهارات التواصل، كما يساعد الأشخاص الخجولين بالإندماج وطرح أفكارهم بأريحة أكبر.

خامساً: تحقيق الولاء للمنظمة والشعور بالرضا الوظيفي.

أصبح اليوم مفهوم العمل بروح الفريق رائج جداً لأصحاب الشركات والمنظمات وفرق العمل التطوعي، ونحن نُذكر بأهميته لكي يتم العمل على خلق البيئة الداعمة له والإبتعاد عن البيروقراطية في الإدارات والقيادات.

ويجب أيضاً على القادة معرفة كيفية التعامل مع ردود الأفعال وتحسين الحس القيادي لدى أعضائها وإعتماد التدريبات التي تساعدهم على ذلك.

قصة نجاح فريق عمل تطوعي

عانت بعض الدول العربية مع ظهور الأزمات فيها من العديد من المشاكل الإقتصادية والإجتماعية وكان الشباب العربي هو المتأثر الأكبر من مشاكل البطالة وقلة فرص العمل وعدم وجود البيئة الحاضنة التي تدعم المهارات والخبرات وتستغلها بالشكل الصحيح.

وهذا ما دفع رواد الأعمال الى تشكيل فرق العمل والهيئات الداعمة التي كان هدفها الأساسي هو مساعدة الشباب في تطوير مهاراتهم ومسارهم المهني.

فإذا أردنا الحديث عن نجاح فريق عمل فلا بد أن نذكر تجربة فريق سند التنموي في سوريا الذي بدء العمل في عام 2013 على دعم ومساندة الشباب السوري وإكسابهم الخبرة الأكاديمية والعملية التي تعزز المهارات الأساسية التي يحتاجونها لدخول سوق العمل.

اعتمد فريق سند التنموي على إقامة الفعاليات والملتقيات التي ساعدت على تقديم الدعم العلمي والمهني لطلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأولى والأخيرة.

كما عمل على التشبيك مع أبرز المختصين في المجالات العلمية كمحاضرين ومتحدثين عن الأسواق العربية والآليات التي تساعدهم على تدعيم مهاراتهم وخبراتهم.

من أحد المشاريع الشهيرة هي مركز دعم الشباب من سند الذي يعمل على تقديم الاستشارات في عدة مجالات مثل:

  • المجال المهني والتوظيف.
  • المجال الأكاديمي والمنح الدراسية.
  • الابحاث العلمية.
  • المشاريع الريادية والمشروعات الصغيرة.
  • مجال العمل المستقل.

يقوم الفريق بتقديم الاستشارات عن طريق مختصبن محترفين في المجالات السابقة ومن المميز أيضاً إمكانية المساعدة بشكل Online أو عن طريق زيادة المركز الأساسي للفريق.

اضافةً لمشروع FreelancersHub الذي يعتبر من المشاريع المميزة في السوق السوري والعربي حيث يتم تقديم التدريبات الأساسية لدخول العمل المستقل والتمكين فيه.

يتم خلال البرنامج التدريب على إتقان إحدى الأمور التالية:

(البرمجة، التصميم، التصوير، وإعداد المحتوى)

وبعدها ينتقل المتدربين الى معسكر تدريبي يجمع النخبة من المختصين حتى يتم تعزيز مهاراتهم وخبراتهم بشكل عملي أكثر.

اضافةً لا يمكن أن ننسى ورشات العمل التفاعلية الدائمة التي تهدف الى توعية الخريجين الجدد أو الطلاب في المراحل الجامعية الأولى.

في خلال السنوات السابقة قدم فريق سند التنموي المساعدة الى الاف الطلاب والرياديين في المجتمع السوري وساهم فعلياً بتعزيز مفاهيم الريادة والتطوير الذي يحتاجه الشباب.

نهايةً

يحقق العمل ضمن الفريق العديد من المزايا لأصحاب الشركات ويساعدهم على إبتكار أفكار جديدة وحل للمشكلات بطرق أكثر إبداعاً، كما يخلق بيئة عمل مناسبة تتحقق للأفراد الرضا الوظيفي والشعور بالإنتماء للمنظمة. يجب على الشركات أن تعمل بشكل مستمر على إدخال فرق العمل في تنفيذ عملياتها.

شاركوا معنا في التعليقات ماهي العوامل التي ترونها مناسبة كي يحقق فريق العمل النجاح والفعالية المطلوبة؟