بدأت في الأونة الأخيرة سيطرة ما يسمى بـ "ريادة الأعمال" على جانب الأعمال والتجارة، حيث يعتبر هذا المفهوم مفهومًا حديثَ الرواج وخاصًة في المنطقة العربية، وفي محاولة لتأصيل هذا المفهوم والتقرب منه بشكل واعٍ، سأعمدُ إلى عرضِ جملةٍ من التدوينات التي من شأنها مساعدتنا على الإحاطة بأدوات هذا المفهوم للانطلاق منه نحو السلوك الريادي البناء.

وبالبحث عن معنى "ريادة الأعمال" في الغة الإنكليزية "Entrepreneurship" والتي تعني روح المغامرة التجارية، واسم الفاعل لها هو "Entrepreneur " وهو الشخص الذي يعشق التجارة والأعمال، ويتضح لنا الارتباط الوثيق بين المعنى والمغامرة والتحدي في هذا المفهوم، الذي من شأنه أن يرتبط بالمخاطرة.

ويعتبر بعض الاقتصاديين أنَّ أصل هذا المفهوم يعود إلى الاقتصادي جوزيف شومبيتر وبعض الاقتصاديين النمساويين، وقد عرف شومبيتر الريادي بأنه الشخصُ الذي يملكُ الإدارة والقدرة على تحويل أي فكرة جديدة إلى مشروع ناجح.

ومن هنا يأتي دور الرياديين في بناء الاقتصاديات الناجحة والقوية لقدرتهم على البناء والعمل الناجح.

أما الاقتصادي فرانك نايت اعتبر أن ريادة الأعمال تتمحور كفكرة رئيسية حول مفهوم المخاطرة، فالسلوك الذي يتبناه الريادي هو الذي يدل على القدرة التي لديه، والتي من خلالها يتمكن من وضع كل التفاصيل المهمة سواء أكانت تفاصيل مهنية أو مالية في ميزان الخطر والنمخاطرة لتطبيق فكرته، ونقلها عبر حيز التنفيذ إلى مصافي المشاريع الناجحة، وذلك عن طريق إعطائها المزيد من الوقت والجهد ورأس المال في مخاطرة غير مضمونة، ويعوز سبب عدم الضمان هذا إلى ثلاث نقاط رئيسة: الالتباس وعدم الضمان الفعلي الذي يصعب تقديره وتوقعه وطبيعة الخطر المتعلقة بالأعمال.

ويمكن اعادة تعريف ريادة الأعمال على أنه المنهج الذي يوفر الإطار الذي يتم من خلاله نقل الافكار العظيمة من حيز الفكرة إلى حيز النجاح، مرورًا بمراحل التأسيس والنمو والتطوير والذروة، وغاية الاستمرار، بغية تحقيق أمرين هامين هما الربح والاستقلال المالي.

ونتيجة هذا الدور الكبير الذي يتمغض من فكرة ريادة الأعمال ومن شخصية الريادي الناجح تَكَوَنَ ما يسمى بحاضنات الأعمال بسبب حاجة الرياديين إلى رأس المال للبدء بالمشاريع الجديدة.

ومن خلال جملة المعطيات يمكننا التنبؤ بدور كبير لريادي الاعمال في البناء وخلق مجتمع جديد مليء بالتحديات والأفكار.